يعد مخيم "الهول" الأكبر والأخطر من نوعه بين المخيمات الواقعة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والعالم، إذ يضم أكثر من 66 ألف شخص بين نازح ولاجئ، بينهم 40 ألفاً من عائلات مرتزقة "داعش، سوريين وعراقيين ومن جنسيات أخرى.
وبعد ان دخل مشروع إقامة ما يسمى "الخلافة الإسلامية" طي النسيان، بعدما تجرعت المنظمة الإرهابية "داعش" الهزيمة وقُتل معظم مقاتليها واعتقل القسم الاكبر منهم، إلا ان الكثير من المقاتلات في صفوف التنظيم الإرهابي وزوجات المقاتلين المعتقلات في مخيم الهول في محافظة الحسكة، ما زلن يؤمنًّ بإيديولوجية التنظيم المتطرفة حيث تقول الكثيرات منهن؛ انهن فخورات بالانتماء الى هذا التنظيم الإرهابي.
تتسبب نساء "داعش" بكثير من الفوضى المفتعلة داخل المخيم ويرددن الشعارات الخاصة بهم من قبيل "الدولة الاسلامية باقية"، التي تؤكد التزامهن بتلك الايديولوجية المتطرفة للتنظيم الارهابي. ورغم تعرضهم للخسارة في آخر معاقلهم، الباغوز، على يد قوات سوريا الديمقراطية، إلا انهم يصرون على تسميم عقول أطفال المخيم بالدعوة للأيديولوجية المتطرفة وافتتاح ما يسمى بالـ "الدورات الشرعية" لزرع الفكر المتطرف وانعاشه، واعداد جيل جديد من المرتزقة تحت مسمى "أشبال الخلافة" يهددون به المنطقة والعالم.
وفي هذا السياق رصدت وكالة فرات للأنباء آراء نساء "داعش" داخل مخيم الهول حيث تحدثت أم فاطمة ذات الجنسية الباكستانية لوكالتنا وقالت: "اعتنقت الاسلام عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بعدها قررت المجيئ على سوريا للجهاد والاقتراب بشكل اكثر من الدين الاسلامي والدولة الاسلامية. دخلت سوريا عبر الأراضي التركية وعبرت الى مدينة الرقة حيث عاصمة الخلافة. كلنا ايمان ان الدولة الاسلامية باقية وستعود من جديد. نعم هزمنا في الرقة والباغوز، لكن سنكبر أطفالنا على هذه العقيدة والايديولوجية"
وعن التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، تحدثت أم فاطمة وقالت: "نحن ننتظر هذه العملية التركية بفارغ الصبر، ونؤكد اننا سنخرج من هذا المعتقل وسننشئ دولتنا الاسلامية من جديد"
من ثم تحدثت امرأة داعشية اخرى تدعى أم عبد الجبار ذات الاصول الأذربيجانية وقالت: "قدمت الى سوريا عبر تركيا وصولاً الى الرقة من أجل الجهاد حسب الشريعة الاسلامية. نحن على هذا الفكر لغاية إعادة بناء دولتنا الاسلامية التي هزمها الكفار. فنحن ندرب أطفالنا داخل المخيم ونستمر على انشاء أجيال الخلافة الاسلامية عبر هذا الفكر. ننتظر الخروج من هذا المعتقل للمباشرة بإنشاء دولتنا من جديد، وكلنا إيمان، بأن اخوتنا في الاسلام مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل بناء دولة الاسلام التي لم تنتهي وهي باقية بقوة. واذا ما حصل اية عمل عسكري ضد هذه المنطقة، فنحن على أهبة الاستعداد للجهاد وانشاء خلافتنا من جديد"
كما اكدت الداعشية الاخرى، أم عائشة، على انهم مستمرين في تلقي الدروس وتدريب الأطفال على الجهاد في سبيل انشاء "الدولة الاسلامية" الجديدة وتحرير العالم من الفكر "التكفيري" ونشر الاسلام في جميع انحاء العالم، حسب ادعائها. وتابعت: "نحن ننتظر اي عمل عسكري تركي ضد هذه المنطقة لنخرج من هذا المعتقل ونباشر في إنشاء دولتنا الاسلامية"
هذا وقد شددت كل النسوة الداعشيات اللاتي التقتهم وكالتنا على اصرارهن على انشاء ما يسمى "الدولة الاسلامية" من جديد.
يذكر انه على الرغم من كل التحذيرات التي اطلقتها الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا عن خطورة المخيم وما تشكله نساء وأطفال "داعش" من خطر على أمن المنطقة والعالم، إلا انها لم تتلقى اي دعم من المجتمع الدولي، في حين ان غالبية الدول ترفض استلام رعاياهم من إرهابيي "داعش" الذين تنحدر أصولهم الى أكثر من 60 دولة في العالم، مما يبقي أمن المنطقة في مواجهة أخطار جدية.
وعلى الرغم من كل المخاطر التي تهدد المنطقة والعالم، إلا ان دولة الاحتلال التركي تجدد تهديداتها بشكل يومي، على شن عملية عسكرية ضد مناطق شمال وشرق سوريا مما ينعش خلايا التنظيم الإرهابي "داعش" في سوريا والمنطقة، وخاصة في دير الزور والرقة وأماكن أخرى. فالتهديدات التركية، تنذر بعودة مخاطر تنظيم "داعش" الإرهابي الى الواجهة الاقليمية والعالمية مما تشكله من عامل مساعد على اعادة إحياء التنظيم الإرهابي في المنطقة والعالم.